التطور اللغوي في ظل الأجهزة الإلكترونية

أصبحنا نرى في الآونة الأخيرة تسابق كبير على استخدام الأجهزة الالكترونية من قبل الأطفال و كثرة التعامل معها، بالمقابل فإن هناك اضطرابات معينة أصبحت تتزامن في الظهور مع استخدام و إدمان الأجهزة الالكترونية مثل التأخر اللغوي أو بطء النمو أو التشتت وضعف التركيز لدى الطفل و غيرها الكثير. في هذه المقالة نتحدث أكثر عن بعض النقاط الهامة فيما يخص التطور اللغوي  في زحمة الأجهزة الإلكترونية.

 

التطور اللغوي للطفل

 

يبدأ التطور اللغوي لدى الطفل منذ وجوده جنيناً في رحم أمه، حيث أن الطفل يبدأ بسماع الأصوات المحيطة من الأسبوع العشرين حتى الأسبوع الخامس و العشرين؛ لذلك يفضل أن نعرضه لمفردات لغوية كثيرة و نغذي جهازه السمعي كذلك نساعده في مرحلة تمايز خلاياه العصبية. ثم يولد الطفل على هذه الحياة و لديه تعطش كبير للمفردات اللغوية الجديدة التي يسمعها من المحيط، مع تقدم الوقت يبدأ في إنتاج كلماته الخاصة بعد اكتسابها من البيئة المحيطة و تخزينها في دماغه، لكن بعض الأطفال نلاحظ عليهم وجود اضطراب التأخر اللغوي و سرعان ما نبحث في سبب التأخر اللغوي ونجد أن الأهل يعرضون طفلهم للشاشات مدة طويلة، مما يؤثر على تطور طفلهم العصبي العقلي و اللغوي، مع التنويه أنه ليس بالضرورة أن تكون الأجهزة الالكترونية المسبب الأساسي و الأول للتأخر اللغوي -هناك أسباب أخرى- إذا تساءلنا كيف يكون التأخر اللغوي في ظل الأجهزة الإلكترونية؟ نجد الإجابة هنا. 

 

الأجهزة الإلكترونية و التأخر اللغوي

 

 قضاء الطفل وقتاً طويلاً على الأجهزة الالكترونية و أمام الشاشات يسبب في ضعف عملية التواصل و فقدان أطرافها المهمة، كذلك تعرض الطفل للشاشات دون التفاعل فقط مجرد صندوق تملأ به الكثير من الكلام الغير مفهوم و الغير واضح أين يستخدم في السياق و ما هو السياق المقصود ما يجعل الطفل آلة مستقبلة فقط، الأجهزة الالكترونية بشكلٍ عام يصدر عنها إشعاعات مختلفة تؤثر على تطور الخلايا العصبية في المرحلة المهمة من حياة الطفل و التي يكون التطور العصبي فيها سريع للتعلم، لكن عدم استخدامها أو استخدامها بالطريقة الخاطئة يسبب الكثير من المشكلات على المستوى المعرفي، العقلي و اللغوي. وجب علينا التنويه أيضاً إلى طبيعة الفيديوهات التي يتم مشاهدتها حيث أن أغلبها يتركز على فيديوهات التيك توك و الأغاني و الحركات التي بلا فائدة على العكس تماماً فإن الطفل يكتسب الكثير من الأمور الغير أخلاقية التي تؤثر عليه و تسبب له و لأهله العديد من المشكلات،في المراحل المتقدمة من حياة الطفل يمكن أن نجعله يقضي وقتاً على الأجهزة الالكترونية لكن نكون معه و نستغلها بالطريقة الصحيحة في تعليمه أمور جديدة و جعله يستفيد منها بالطريقة الصحيحة. 

 

كيف أساهم في تطور طفلي اللغوي؟

 

الأهل والأم خاصة يشكلون مصدر تعلم أساسي بالنسبة للطفل سواء تعلمه اللغة أو أي شيء آخر، يشير بعض الأهل إلى أنهم اشتروا لطفلهم الكثير من الألعاب و الأدوات حتى يتعلم ويكتسب مفردات لغوية جديدة لكنهم لم يلمسوا الفرق، المهم هو قضاء وقت في تعليم الطفل هذه المفردات اللغوية بطريقة سليمة صحيحة. حصول الطفل على كثير من الألعاب ليس بالضرورة أن تطوره اللغوي سيكون سريعاً، إنما على الأهل توظيف هذه الألعاب بطريقة صحيحة أثناء تعليم الطفل مفردات لغوية جديدة، كذلك استغلال الأحداث اليومية في تعليم الطفل هذه المفردات اللغوية بالطريقة الصحيحة وعدم إجباره على تسمية الأشياء إنما يكفي أن نجعله يسمع و يتعرف على هذه الأشياء.

 

الأجهزة الالكترونية و محتوى الشاشات الذي يكون بلا فائدة له تأثيراته المختلفة على طفلك، هذا التأثير يظهر على تطوره اللغوي، المعرفي والعقلي، ترشيد استخدام الأجهزة الالكترونية بالطريقة الصحيحة أمر هام وضروري، و جعل طفلك يحصل على المعرفة منك فقط. استخدام هذه الشاشات في الطريقة الصحيحة بعد عمر السنتين لمدة قصيرة تحت إشراف الأهل و استخدامها لتعليم طفلهم ممكن أن يساعد طفلهم.

 

للمزيد سجلوا معنا.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments